ان المطالبين بتنحي المالكي يعملون على اغتياله سياسياً بقصد او بدون قصد بعد ان عجز الارهاب عن اغتياله جسدياً
فتنحيته في هذا المقطع الزمني والعراق يقارع الارهاب تعد في “الحسابات العسكرية” “التي لا أفقه بها كثيرا” نصراً لداعش و ومؤيديهم والداعمين لهم وبالتالي له الاثر المباشر على معنويات المقاتلين كونه القائد العام للقوات المسلحه وهو الان يخوض معركة شرسه؟
فهل من المنطق بشيء ان تغيب قائد عن جنوده وهو يحمل راية العراق ويخوض معركة منذ 8 سنوات لم يسانده فيها أحد إلا بعد دعم المرجعية وأفتائها بالجهاد قبل حوالي الشهر ونيف؟
وهل وصل العراق لما هو عليه الان لو كان الجميع قد وقف معه منذ بداية الـ8 سنوات الماضيه؟ رغم ندائه المتكرر للجميع ان تعالوا معنا لنقاتل الارهاب في خندق واحد لان الارهاب عدو الجميع ولا يستثني احد لكن دون جدوى!!
والان ادرك الجميع حقيقة وصدق قول المالكي لكن للاسف بعد فوات الاوان ورغم هذا الادراك يطالبون بتنحيه ونحذرهم من الاصرار على هذه الخطوه لان عواقبها وخيمة على الجميع وسيدركون ذلك ان حصل وعندها لا ينفع الندم ، لان الارهاب هدفه ليس المالكي بل ابعد منه وما المالكي الا بوابه اوهموكم بها ليدخلوا من خلالها وباستجابتكم لهم لاغتيال العملية السياسيه بل والانسانية وقد اعلنوا ذلك برسائل عده سمعها الجميع عندما قالوا نريد هدم قبور جميع الصالحين وما حصل في الموصل وغيرها خير دليل وكذلك بيان مؤتمر عمان الذي اعلنوا فيه سعيهم لاسقاط العملية السياسيه !!
فكفاكم رضوخ وهوان لان انحناؤكم سيجل امتطاء اعداؤكم لظهوركم سهل جداً قفو مع الرجل وانقذوا بلدكم واهليكم وإلا سيلعنكم التاريخ لتخاذلكم فعدوكم لا يعرف ادبيات العداء وضوابط المعركه فلا تسيروا بنهجه واعرفو ادبيات الخصومه ولا يكون موقفكم العام منطلق وميني على مواقفكم الشخصيه مع المالكي او حتى الجزيئيه العامه
فالان الموقف يحتاج الى ان ينظر اليه بعين الدين والمنطق والانصاف وتجاوز الذات ونزغات الشيطان وان تبنى المواقف على اسس المصلحة العامه وحفظ بيضة الاسلام .
فهاهو مولاكم علي بن ابي طالب عليه السلام عندما كان على خلاف سياسي مع عمر بن الخطاب في يوم ما وكانت هناك معركة بين المسلمين واعدئهم اقترح بعض المسلمين على عمر النزول في مقدمتهم لكون وجوده دافع معنوي للمقاتلين فأستشار على عليه السلام بذلك ورفض علي عليه السلام وقال ان وجودك خطر عليك وان قتلت ستنهار معنويات الجند وينصر العدو وكان علي بامكانه تأييد عمر بذلك ودفعه لكي يقتل وبالتالي يتخلص من احد الخصوم امام توليه الحكم لكنه أبى ورفض بعقلية المؤمن والقائد المسؤول الذي يشعر بمسؤوليته لانه يريد ان يقول ما بيني وبين عمر اقل مما بيننا وبين الخصم والامر يتعلق ببيضة الاسلام وعدو مشترك .
هذه هي ادبيات الخصام التي لم تتأثر بالخلاف المحدود امام العدو المشترك فكونوا كما أرادوا “كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا”