في شهر محرم الحرام يستحضر المسلمون وكُل أحرار العالم تلك الملحمة الحُسينية الخالدة والتي جسدت قيم الانسانية المُثلى في الدفاع عن الحق والعدل ومقارعة قوى البَغي والطغيان .
وللعراقيين في هذا المضمار كلمة اولى منذ تعفرت أرض كربلاء بدماء الحسين (عليه السلام) واصحابه البررة , فأضحت أرض كربلاء هي أرض الثورة على الطغاة المارقين وأضحى العراقيون شعباً عنيداً يأبى الانقياد لمن لايمتلك مقومات الحاكم العادل من نزاهة وشهامة وحرص على الشعب وممتلكاته .
لقد خط الحسين (عليه السلام) بثورته الخالدة وبما اختزنته من مفاهيم سامية مساراً للأجيال من بعده في شروط اختيار الحاكم وفي معايير الحاكم الذي لايجوز للأمة الانقياد لحكمه والسماع لرأيه حيث باءت بالفشل الذريع كل المحاولات الرامية للالتفاف على إرادة هذا الشعب النبيل وتركيعه .
ولاشك ان الشعائر الحسينية المجيدة كان لها أبلغ الأثر في تعميق الوعي الجماهيري بمبادئ نهضة الحُسين وأهدافها الحقيقية التي جسدها بقوله (عليه السلام)
((ماخرجت أشراً ولا بطراً ولاضالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) أعمل بالمعروف وانهى عن المنكر ))
والكل يعرف اننا نقف اليوم نحن الشباب على مفترق طرق وفي لحظة تأريخية تتطلب منها أعلى درجات اليقظة والوعي والشعور بالمسؤولية وذلك عبر الحضور الفاعل في ساحات المواجهة مع أعداء الاسلام وان نقتدي بقادة يكون ولائهم للدين والوطن والشعب , اناس أكفاء مخلصين يتسلحون بسلاح العلم والإيمان ولا يخافون في الله لومة لائم .
وبذلك نكون قد لبينا جزءاً من النداء الحسيني الخالد الذي سيبقى أمانة في أعناقنا نحن أتباع محمد وآل محمد (صل الله عليه وآله وسلم)
لجنة إعلام
ملتقى البشائر