قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 41]. أن بيت العنكبوت بالفعل هو أضعف البيوت في الطبيعة، ليس من الناحية البنائية فحسب، بل من الناحية الاجتماعية أيضاً،وهو يتأثر بعوامل الحرارة والرطوبة والرياح وبالتالي يفقد مرونته بعد يوم من بنائه، مما يضطر العنكبوت لأكله من أجل صناعة خيوط جديدة، تصوروا أن العنكبوت يأكل بيته!
كما ان مجموعاتها مفككة فالأم يمكن أن تأكل زوجها أو أولادها أو أي عنكبوت آخر مثل الأخ والأخت والأب والأم…! فالعناكب عكس غيرها من المخلوقات كالجراد والنمل الذي يعيش مجموعات لكن المخلوق الوحيد الذي يعيش منفرداً هو العنكبوت ولا يعيش ضمن مجتمعات منظمة ، العنكبوت لا يحب التعاون ولا يحب التضحية أو الإيثار أو حب الخير للآخرين بعكس مجتمع النمل والنحل التي تدافع عن بعضها حتى الموت!
كما ان بعض أنواع العناكب مثل الأرملة السوداء فإن الزوجة تأكل الزوج بعد إتمامه عملية التلقيح! ولذلك فإن الزوج يهرب على الفور. فتخيلوا معي هذه الحياة الزوجية التعيسة وهذا المصير الأسود للزوج. يقول العلماء إن ظاهرة العنكبوت فريدة من نوعها في عالم الكائنات الحية.
كما ان بيتها يتسم بالوهن رغم ان العلماء قالوا ان خيط العنكبوت أصلب من الفولاذ بخمس مرات على الأقل! وعلى الرغم من ذلك يتمزق بسهولة لماذا؟ لأن العنكبوت لا يمكن أن يصنع خيطاً سميكاً بل إن الخيوط رفيعة جداً، وأرفع من شعرة الرأس بعشر مرات!ولو أن الله تعالى قال: “أوهن الخيوط”، لكان هناك خطأ علمي، ولكنه قال: (أَوْهَنَ الْبُيُوتِ) وبالفعل هذا التعبير دقيق من الناحية العلمية.
كما ان هناك أحد انواع العناكب والتي يطلق عليها “Stegodyphus” تعلق شرانق البيض على شبكتها وتراقبهم حتى تمام عملية الفقس، وعندما تبلغ صغار العناكب شهراً من عمرها تنقلب الأم على ظهرها وتسمح لهم بأن يصعدو فوقها وقتلها عن طريق حقن انزيماتهم القاتله والهاضمه فيها ثم اكلها! وهذا ليس كل شئ، فبعد الانتهاء من أكل أمهم يتجه بعضهم نحو الاخر ويبدأون في اكل بعضهم البعض بقدر ما يمكنهم ليغادر الشبكة في النهاية الأقوى فقط.
نعم هكذا هو حال “داعش” فطالما حذرنا من هذا المخلوق المفكك والمهزوم من الداخل وقلنا ان لا احد يسمح له بالاقتراب منه لانه حالما يشتد عوده سينقظ عليه ويلتهمه !! والان بدأنا نشهد هذه المرحلة وهم الان بدؤا بألتهام المناطق التي ترعرعوا فيها وقريبا سيبدؤن بألتهام بعضهم البعض ، ويبقى ان نتذكر مهما كثرت اعداد العناكب فهي تبقى مفككة وواهنة لا تستطيع ان تنال منا ما دمنا موحدين متكاتفين ونعمل بشكل جماعي للقضاء عليها قريباً بأذن الله.