النصر أو الشهادة
اليوم ونحن نخوض هذه المعركة المقدسة ضد عصابات داعش الإجرامية يبرز أمامنا موقف لابد من الإلتفاتة إليه , ولابد من أن يسجل في أروع وأعظم صفحات تأريخ العراق , ألا وهو الموقف الشعبي البارز الذي ظهر عليه ابناء الشعب العراقي حينما لبوا نداء الوطن , ونداء المرجعية العليا , ووضعوا أرواحهم على أكفهم , مضحين بالحياة في سبيل كرامة وعزة وسيادة البلد , وهنا لنا وقفة نشير فيها إلى دور الشباب المتميز الذي ظهروا عليه , وهم يشكلون هذه الجموع الشبابية الكبيرة المضحية بأرواحهم سائرة نحو تحقيق النصر على أعداء العراق , و لا يثني عزيمتها عدوان المعتدين , الذي بات على مقربة من نهايته , وهو يواجه هذا المد الشعبي الكبير الذي لا يعرف اليوم سوا تخليص البلد من جرذان داعش ومن يقف إلى جانبهم .
هذه الهمة العراقية وهذا الإصرار منقطع النظير من قبل الشباب على التضحية بالارواح حتى تحقيق النصر الكبير بالقضاء على داعش و جعل أرض العراق مقبرة لهم , وليس كما توهموا بأن هذه الارض ستكون ملكاً لهم , هذا المشهد المتميز أذهل العالم عندما يرون هذه الحشود الكبيرة تتسابق لخوض المعركة , و لا تعير أهمية للحياة , وتقديم الأرواح بهذا الشكل الجماعي مشهد لا نجده في بلد غير العراق , وهؤلاء الشباب الابطال لا نجد كفأً لهم في أي بلد آخر , وهذا الأمر يدل على أن العراقي كلما إشتدت عليه الصعاب , كلما إشتدت عزيمته و قوته.
اليوم أصبحنا في وضع يكشف لنا المواقف , وبحمد الله بان العراقيون على اصالتهم وتمسكهم بخيار الوطن وبذل الغالي و النفيس من أجله , وفي مقدمة التضحيات تقديم الأرواح في سبيله.
إن ما يجسد على الأرض يجعلنا نفتخر ببطولة جميع أهلينا من مختلف المحافظات العراقية , ونحن بدورنا على استعداد لتقديم الدعم الكامل لهم لتسهيل ما يسعون إليه من أجل العراق , حتى تحقيق النصر أو الشهادة.